Wednesday, November 9, 2016

على مد البصر




إذا إعتقدت أن السطور التالية تتحدث عن مجموعه من الأشجارفقط، فأرجو قراءتها مرة أخرى.

مر عام كامل  سألني فيه الكثير "لماذا كبدت نفسك هذا العناء؟!"،  وكانت إجاباتي ليست مقنعة حتى بالنسبة لي.


 كان يسألني احدهم "لماذا زرعت هذه الملكية العامة؟!" ، وكانت ردودي  تنحصر عادة بين: لأن احدا لم يفعل ذلك منذ ستة وعشرون عام، أو لأنني احب الطبيعة، أو ليراها أبني في المستقبل، أو لعدم استطاعتي التوقف عن استكمال شيئا قد بدأت فيه.

لكن الاجابة الحقيقية كانت تترقرق فوق امواج افكاري و يمنعني تصارعها من الرؤيه بوضوح. إنه خوفي من الزمان. استحالة قدرتي علي العودة به لأمحوكل ما يؤلمني، والذي جعلني افكر دائما في أن أحاول تغيير المستقبل قبل أن أصل إليه. خوفي أن تمر ثلاثة أعوام اخرى .. أنظر لهذا المكان واندم أنني لو كنت زرعته عندما فكرت في ذلك لطالت الأشجارعنان السماء الان.

كنت اتعجب لماذا انشغل كثيرا من العلماء والكتاب بالبحث عن طريقة للتحكم بالزمان. لكن يبدوا انهم مروا بلحظات مماثله أدركوا فيها أنه صديقهم اللدود. عدوهم الذي لا يتوقعون قدومه،  وصديقهم الذي لا يستطيعون دعوته مرة أخرى وليس بيدهم غير الأعداد له علي امل أن يعود.

اتذكر جميع الأيام التي مرت علي بين جنبات هذه الحديقة،  أدرس وأقيس وأزرع الأشجار. اتذكر كيف كنت اقضى اكثر من ثلاث ساعات في كل مرة احاول أن اروي فيها الأشجار بزوج من الخراطيم، واتذكر كيف حولتها إلي شبكة ري لاستحالة تكرار ذلك يوميا خلال شهور الصيف.

الان وبعد عام، اقف بين هذه الأشجار وقد اصبح المستقبل الذي تطلعت إليه من الماضي ..  لكنه ماضي لا أندم عليه.