Friday, September 14, 2012

من وحي البلاء ...

عندما تتكاثر عليك الهموم  وتشعر بفراغ القلب، يستسلم عقلك عاجزا ويهرب بك من سجن الدنيا ليسبح في الملكوت، لا تحزن انها الفرصة. 

فتتذكر كم من الوقت قضيته في التخطيط والتدبير ولكن تأتي النتائج كما يريد العلي القدير، حينها تفهم معنى القدر  والتخيير والتسيير، تدرك انك موجود.

فتبدأ في استشعار مراقبته في كل الأمور، فلا تعمل حسنه إلا وتذوق حلاوة الأحساس بنظره اليك منتظرا ثوابه، ولا تعمل سيئة إلا وتذوق مرارة الخجل منه منتظرا عقابة، إنها الخشية.

وتمر الأيام مداوية جروحك، فتتأمل ما دفعه عنك وكنت تظنه إبتلاء وما رزقك من خلفه وكنت تظنه حرمان، إذن فهو يحبك، فتتسائل هل اخشي من عقابه أو اخشي أن تقل محبته؟، هل انا مؤمن به حقا؟، ام انه اتباعا خوفا من المجهول؟، الأن بدأت التفكير في سبب جديد، إنه الحب.

ويطمع عقلك في المزيد، فترتطم افكارك بجدار الغيبيات، وتتدافع علي عقلك التساؤلات، هنا يبدأ الإختبار، فإما ان تهوى في ظلمات الإلحاد أو تسبح روحك في انوار الإيمان وبينهما شعره تخطوا عليها مترنحا.

 الله!؟، لماذا خلقنا!؟،  لماذا خلق هذا طيب وهذا شرير؟، غني؟ وفقير؟. تروادك  التساؤلات فتبحث يمينا ويسارا في كتب التوحيد، لتمر علي تحفة د.مصطفي محمود "الوجود والعدم"، فتهدأ نفسك قليلا، وتجد بعض الاجابات في قولة "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" وتتوه مرة اخري بعد قوله " مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ" (56-57 الذاريات) وتسأل مره أخرى لماذا!؟. ويحاول عقلك جاهدا إيجاد الطريق محاولا كسر باب الحقيقه رغم أن مفتاحها امامه، وكل ما عليه هو اللجوء لصاحب الحقيقه ومخاطبته بكلامه، القراّن الكريم

لكن اين بداية الطريق؟، فتطل عليك  الايه الكريمه بالإجابه " إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور"(28-فاطر) وها نحن وصلنا بالعلم إلي كسر المحال ومازلنا نتسائل عن الغيبيات كأنها ضربا من الخيال.  العلم

هل سمعت عن المسبار او الروبوت كيروسيتي الذي هبط علي سطح المريخ، هو ايضا مخلوق، ارسله خالقه الانسان إلي كوكب المريخ. وهنا يأتي السؤال، لماذا خلق الانسان كيروسيتي، والاجابه هي لإلتقاط الصور والمعلومات من المريخ وارسالها لخالقه. كيف نعلم ذلك؟ ببساطه لان الانسان هو خالقه.

إذا دعنا نتأمل حوار المخلوق كيروسيتي مع نفسه في كونه الشاسع:
ما هي وظيفتي؟- التقاط الصور والمعلومات
كيف عرفت ذلك؟ - لقد برمجني الخالق علي ذلك 
ما هي الفائده من وظيفتي؟ - لا ادري لم يتم اخباري بذلك
ما هو شكل خالقي؟- لا ادري فقد تم التفعيل علي كوكب المريخ 

لم يجد كيروسيتي اي اجابه علي اسئلته إلا ما تم برمجته عليه فهو مخلوق له حدود، وكذلك نحن. لكن من المؤكد ان الخالق يعلم، كما نعلم نحن، عندها تتجلي الايه الكريمه
لا يسأل عن ما يفعل وهم يسألون (23) الأنبياء