Saturday, June 27, 2015

موظف مرموق!

أمسح النظاره كل بضع دقائق لأتأكد انه لا عيب فيها، ولكن مازالت شبكة من الخطوط الطوليه والعرضيه الرماديه يتخللها بعض الخطوط الصفراء الباهته تغطي عيني. 
لا ادري إن كان هناك خلل في عيني يحتاج العلاج ام أن هذه الشبكه اصبحت جزء من الغلاف الجوي المحيط بنا!. ورغم كوني في وظيفة مرموقه اجتماعيا، وحقيقة لا ادري تفسير لكلملة مرموقه حتي الان وانا احاول جاهدا ان احافظ علي حياة شريفة و كريمه استطيع من خلالها توفير بعض المال لشراء سكن استطيع ان استضيف فيه اصدقائي او حتي تغيير السياره لعلي احافظ علي يداي نظيفتين رغم انسي بكم المعارف التي جمعتني باخواني من الصنايعيه والاوقات الطويله التي قضيتها في ورشهم حتى اصبح بيننا عيش وملح  بالاضافة إلي رحمتي من جشع السائقين او من دين لاحد نفايات السيارات التي يستطيع المواطن المرموق مثلي ان يتحمل اقساطها لتودي بحياته في النهايه مع اول مطب او ملف.
اهون علي نفسي واتأمل حال الناس من حولي في كل لحظه فلا يمر لي من خلال هذه الشبكه الا مشاعر اليأس والانكسار والذل التي يعيشون فيها. ويزيد حزني انه لا ظهر لهؤلاء البسطاء بعد الله الا طبقتنا المرموقه!. فاحمد الله علي الصحه والعافيه واتململ في خيوط رحمته ان يحافظ علي صحة اهلي الذين لا يغطيهم التأمين الصحي، اقصد التأمين الصحي  الذي توفره الجامعه لأن لا احد يفكر ان يرمي بأهله الي التأمين الصحي  الذي تغطيه الدولة والا فقد كفر باية الله في قولة "وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين".
اشد من ازر نفسي واتذكر قول احد المعلمين "خلق الرجال للشقاء" فأقول: مالي امتعض بدون حراك يجب ان اسعي، فلا اجد غير الجامعات الخاصه التي تدار بعقول تجاريه لتستنذف ابنائنا وتتجار بعلمائنا حتي يصبح الجميع ترس في ماكينة لطباعة الفلوس لبعض التجار ومتملقي السلطة.
اذا لاعود للبحث العلمي فهو السبيل لخروجي من هذا الشعور السلبي، ولكن الساعه الان الثانية عشر ونصف بعد منتصف الليل وسوف ابدأ في الدوران مرة اخرى مع اذان الفجر. ... ممم النوم خير من البحث.