Sunday, April 19, 2015

غراب ،،، و مصري


في صباح الجمعة السابقة واثناء عبوري مدخل العمارة التي اسكن فيها، وجدت جاري يقف امام المدخل وينظر لأعلي ويلتفت يمينا ويسارا بسرعة بالغة فألقيت عليه التحيه، فردها دون ان ينزل نظره. وقال لي: "في غرابين نازلين نقر في دماغ الناس متعرفش ايه الحكاية"؟

فشرد ذهني للحظه عندنا تذكرت نفس الشكوي من جار اخر،  وكانت صلعة جاري المتحدث تلمع امامي في شمس هذا الصباح الجميل نظرا لقصر قامته التي جعل رأسه في محل نظري، وبدأ عقلي يربط بينه وبين جاري الاخر وقلت لنفسي:" يمكن عشان انتم الاثنين قرع"؟

فتحسست رأسي، واستعذت بالله، وتذكرت انها لا تدوم لأحد ثم رددت عليه وقلت " مش عارف والله ايه الحكايه لكن جارنا الفلاني شكى لي نفس الشكوي." ثم اكملت طريقي وقبل ان ابتعد نظرت خلفي فوجدت جاري يسير مسرعا وفي يده عصا واحد الغرابين يهبط علي رأسه لينقره، وما ان يلتف اليه  يهبط الاخر من جهة اخري وكان مشهد شديد .الغرابة والسخرية في نفس الوقت

 كنت مسافرا في هذا اليوم واخذت افكر في الامر، واخبرت صديقا لي كان يسافر معي فقال يبدو ان هذه الغربان في موسم التفريخ وان عشها في احد الاشجار التي تحيط بالمدخل فقلت له ربما ،،، واكملنا طريقنا

 في اليوم التالي واثناء عودتي وجدت عدد من الاشجار المكسورة، فلم ينشغل بالي بالامر رغم حزني لما رأيت، لكن عناء السفر كان اكبر من اتوقف لأحلل ما حدث

اليوم واثناء الخروج من المسجد بعد صلاة العصر  نادى علي احد الجيران  وطلب مني مساعدته في ازاحة احد الاشجار  المكسور عن الطريق واثناء قيامنا بذلك لاحظت عش الغراب بين اغصان هذه الشجرة فاخبرت جاري بذلك فقال لي، نعم بالفعل والغراب  صاحب العش يقف الان فوق سطح العمارة المقابلة ويراقب ما نقوم به

نظرت إلي اعلي، وقلت لنفسي الم يكن هناك طريقة افضل لمعالجة هذا الموقف فقد يقوم الالمان بنقل الشجرة كلها لمكان اخر بعيدا عن السكان لحمايتها وحماية الغراب وقد يقوم الصينيين باصدار امر لارتداء قبعة او فتح مظله لكل من يريد ان يمر من هذا الطريق، ويبدوا ان الغراب انتبه لأفكاري فألتفت برأسه الي. فهززت رأسي لأبعد هذه الأفكار ونظرت اليه وقلت "لا متسرحش معايه، انت فاكر ايه يعني ، ده انت غراب ،،، و مصري ...







No comments:

Post a Comment